السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أرجو منكم مساعدتي بعد الله سبحانه وتعالى.. إنني أريد أن أتوب، وأفكر كيف أتوب وأقول لنفسي: توبة عن كل شيء ولا رجوع، ولكن مشكلتي الكبرى دائمًا أفكر أن أتوب آخر الليل وبعد عدة ساعات أقول: فيما بعد!! وعندما أتحدث مع زوجتي عن قصص الأنبياء وتفسير القرآن، وعند سماع القرآن أحس بالخوف من الله ومن عذابه الشديد للعاصين، وأحس نفسي بأني منهم، حتى يصل الخوف لدرجة بكاء، وأحس عندي رغبة ألا أعود، لكن للأسف الشديد نفس الشيء لعدة لحظات.. وجزاكم الله عني خير الجزاء.
الجواب:
السائل الفاضل، لكل إنسان حالات يقصر فيها تجاه ربه سبحانه ويقع فيها في المعاصي، لكن الصالحين يؤوبون ويعودون ويتذكرون فيتوبون ويستغفرون وتحسن توبتهم، وأول الطريق أن تقطع أحبال الوصال بينك وبين كل ما يدفعك للمعصية ثم أنصحك بعدة أمور هامة:
أولها: الندم الشديد على التفريط في حق الله، ندما يحرق أثر الذنب فلا يبقى معه للذنب ذكرا في قلبك، وفي الحديث الثابت: «الندم توبة»، ودليل صدق الندم عدم الفرحة إذا ذكرت الذنب وعدم تمني العودة إليه.
ثانيها: عود نفسك أن تتبع السيئة الحسنة فورا، فتصدق فور التقصير واستغفر وأكثر من الاستغفار وهكذا عد إلى ربك بعد الذنب عودة العبد المقصر المعترف بذنبه الراجي عفو ربه الموقن بعظمته وقدرته، المؤمل في رحمته وغفرانه.
ثالثها: أنصحك بالبدء بتعويد لسانك على ذكر الله في بأن تكثر من قراءة القرآن، كما تكثر من الاستغفار عما فاتك وتكثر من الدعاء والمناجاة في جوف الليل الآخر بينك وبين ربك حيث لا يطلع عليك أحد.
رابعا: اجعل لنفسك خبيئة من عمل صالح (أقصد عملا صالحا خفيًّا) يكون بينك وبين ربك لا يطلع عليه أحد، ترجو أن تلقى الله به يوم القيامة، كصدقة في السر أو كفالة يتيم في السر أو غيره.
خامسا: أنصحك بالبدء في تعلم تعاليم دينك الحنيف ليقيك العلم زلة القدم من الذنوب والآثام، ولذلك فاختر عالما صالحا تكون في جواره تتنسم من صحبته نسائم العلوم وميراث النبوات.
سادسا: عليك أن تبدأ في تغيير أنماط حياتك الشخصية والبعد عما يلهيك عن ربك والقرب من كل ما يذكرك به سبحانه ويحضك على طاعته سواء كان ذلك صديق لهو أو مكان سوء أو لغو أو أي نوع مما يغفل المرء عن ربه لتنشئ لنفسك بيئة إيمانية تعينك على سبيل الاستقامة.
سابعا: عوِّد أقدامك المشي إلى المساجد، وعوِّد قلبك التعلق بالمساجد ففي الحديث الثابت: «المسجد بيت كل تقي» فثَم تجد الرحمات وثَم تُعان على الطاعات.
ثامنا: رتب أوقاتك وحاول الاستفادة من كل دقيقة في عمل صالح واجعل نيتك دومًا تسبق عملك واجعل لنفسك في كل عمل دنيوي مباح نية صالحة تثاب عليها فترى نفسك تعيش ربانيا في كل خطوة من خطاك.
تاسعا: ابذل نفسك لصالح أمتك وابحث عن كل ما ينفعها ويصلحها وحاول دوما أن تشارك في الإصلاح أينما كان.
عاشرا: اجتهد أن تكون متميزا في عملك الذي أنت بشأنه وأتقنه فإن الله سبحانه «يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه». وفقك الله إلى كل خير وصلاح.
الكاتب: خالد رُوشه.
المصدر: موقع المسلم.